صفحات رسمية رياضية خاوية!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 16 أكتوبر 2018 - 11:10 م بتوقيت القاهرة

** أبدأ باعتذار خشية أن أكون على خطأ، وهذا الاعتذار سببه حكمة قديمة عشتها تقول: «عندما أكون على صواب لا أحد يتذكر ولا يذكر. وحين أكون على خطأ لا أحد ينسى ولا يغفر»..!
** منذ بدأت دورة الألعاب الأولمبية للشباب فى بوينيس أيريس، أبحث عن النتائج يوميا، وعن تفاصيلها، خاصة أن شباب مصر المشارك يحقق إنجازات جيدة. وكلما بحثت عن النتائج فى الصفحة الرسمية أو موقع اللجنة الأولمبية المصرية، أجد خبرا عن فوز أحد شبابنا بميدالية ثم لا أجد أثرا لميداليات سبقت وتحققت. وإذا وجدت فلا توجد تفاصيل ولا تحليلات ولا أرقام تفسر أهمية الميدالية أو اللقب أو الرقم.
** الصفحة والموقع سوف تجد بهما أخبارا عن معركة اللجنة القانونية مع رئيس نادى الزمالك وأخبار المهندس هشام حطب رئيس اللجنة. وعلى الموقع الرسمى للجنة الأولمبية سوف تجد تغطية شاملة لنتائج البعثة المصرية فى دورة الألعاب الإفريقية التى أقيمت فى يوليو الماضى، بينما لا شىء عن الحدث الرياضى الأهم الحالى وهو دورة الشباب الأولمبية التى أحرزنا بها 11 ميدالية. وأكرر أننى قد أكون على خطأ. لكن لماذا تبدو المواقع الرسمية لكثير من الهيئات الرياضية خاوية، خالية، لا تدرى شيئا عن أى شىء. لماذا مواقعنا الرياضية الرسمية لا تدرك أنها وسيلة المعرفة الأولى والخبر الأول الرسمى الآن؟
** انظروا إلى الصفحات الرسمية لمختلف الهيئات الرياضية الدولية وإلى موقع الفيفا والاتحاد الأوروبى لكرة القدم ومواقع الاتحادات الدولية فى مختلف اللعبات. ففى تلك المواقع الرسمية يمكن أن تجد ما تبحث عنه ولو كان نتيجة مباراة فى كأس العالم بأوروجواى عام 1930. وسوف تجد كل ما مضى وكل ما هو قادم وكل ما يحدث الآن. بينما إذا كنت ستفتش عن نتيجة مباراة فى الدورى المصرى الحالى فستكون كمن يفتش عن كنز على ضفاف بحيرة قارون.. ولن أسرح بالخيال بعيدا وأدعوك للبحث عن نتيجة مباراة قبل خمسة مواسم.
** أخاطب المسئولين عن تلك الاتحادات والهيئات الرياضية المصرية. انظروا إلى نظرائكم فى العالم. انظروا إلى الزمن. انظروا إلى العصر. انظروا إلى الدنيا. انظروا إلى مواقعكم وسترون كم هى متردية، متأخرة، تبدو وراء الزمن فى شكلها وفى مضمونها. وزيارة واحدة تجعلك تشعر كأنك فتحت باب أرشيف الدفترخانة، أو دار المحفوظات فى القرعة. سوف تشعر عند زيارة صفحاتنا ومواقعنا الإلكترونية الرياضية بأنها مغلفة بخيوط العنكبوت!
** الحقيقة أنى بحثت أيضا فى مواقع صحف بريطانيا عن نتائج الدورة وتفاصيلها وميدالياتها ووجدت الاهتمام العالمى محدودا للغاية مع أنه يشارك بها نحو أربعة آلاف رياضى ورياضية يمثلون 206 دول مشاركة، ويتنافسون فى 32 لعبة. وهم أبطال الغد. فلماذا هذا التجاهل؟ لا شك أن السبب هو فارق المستويات بين الدورات الأولمبية للكبار وبين دورات الشباب، خاصة أن تلك الصحف تهتم عادة بالألعاب الأولمبية للكبار وتخصص لها مساحات كبيرة.
** قد أكون بالفعل على خطأ ولا أجيد البحث. أو أننى مثل حارس المرمى الذى برر إصابة مرماه بهدف من ضربة جزاء قائلا: «أنا رحت للزاوية الصح.. وهو اللى شاط فى الزاوية الغلط»!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved