على السمان فارس الحوار

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 12 أغسطس 2017 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

فؤجئنا أن الموت غيب الصديق العزيز وصديق الكل ذو الابتسامة التى لا تفارقه مهما كانت الظروف.

الدكتور على السمان فارس الحوار بين اتباع الأديان عن 88 عاما قضاها فى خدمة مصر فى مواقع مختلفة أهمها إعلاميًا مستشارا للرئيس الراحل أنور السادات وسفيره غير المعلن فى باريس وأوروبا فى أدق مراحل الحرب والسلام وبعد أن ترك موقعه الإعلامى اتجه وعن اقتناع كامل إلى الحوار بين اتباع الأديان خاصة بين الإسلام والمسيحية فأصبح مستشارًا للإمام الأكبر شيخ الأزهر المرحوم الشيخ طنطاوى ورئيسًا للجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر حتى لبى نداء ربه بعد رحلة علاج طويلة بفرنسا تاركا ذكرى عطرة لشخص آمن بالحوار بأسلوب حياة وتعامل بين الناس، وكون دكتور السمان شبكة من الأصدقاء العاملين فى هذا المجال وغيره على رأسهم مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث واحبار الكنائس القبطية والأورثوكسية والكاثوليكية والاسقفية والإنجيلية ليس فى مصر فحسب ولكن فى العالم كله، ومع الفاتيكان بدأ لجنة الحوار المشتركة التى كانت تعقد سنة فى القاهرة فى الأزهر الشريف وسنة فى الفاتيكان إضافة لمعارفه للمؤسسات الكبرى التى تعمل فى هذا المجال. فكان معروفا فى مجلس الكنائس العالمى ومجموعة سانت اجيديو المعنية بالحوار والتواصل بين أتباع الأديان ولا ننسى أن القديس البابا يوحنا بولس الثانى فى زيارته لمصر فى فبراير 2000 ذهب إلى الأزهر الشريف متكئاعلى الدكتور على السمان لما يتمتع به من احترام وتقدير.

الدكتور على السمان حلو الحديث، سلس فى التعبير عن ما يريد شرحه وغير تصادمى، كان يؤمن أن العلاقات الإنسانية والمحبة والاحترام المتبادل تنجح الحوار وتذيب الثلوج بين الناس هكذا عرفناه واقتربنا منه منذ خمسة وعشرون سنة. فكان لنا الأستاذ فى الحوار والدبلوماسية والمعلومات العامة والثقافية الرفيعة إذ الراحل كان موسوعيًا يتقن اللغات كما كان لنا الصديق الذى يتصل للاطمئنان علينا ويحزن جدا من الأحداث الطائفية بين المسلمين والمسيحيين التى طفت على السطح فى الثمانينيات وكان يرجح أسبابها للفقر والجهل المنتشر فى المجتمع، ولم يكن يخفى إعجابه بالحضارة الغربية التى عاش فى رحابها فى باريس سنوات طويلة ومدى التقدم التى لحقت بها وكان يتمنى أن تصل مصر إلى هذا التقدم، باختصار الدكتور على السمان مدرسة ياليت يتخرج منها كثر من المستنيرين ينهضون بمجتمعنا ويكون العيش المشترك بين الكل هى سمة مواطنى بلادنا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved