مع علماء كبار فى غرفة واحدة

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 7 يوليه 2018 - 9:10 م بتوقيت القاهرة

فى التاسعة والنصف من صباح الجمعة الماضي وجدت نفسى فى غرفة واحدة مع كوكبة من العلماء والخبراء والشخصيات العامة، تتحدث عن التعليم فى مصر.
فى هذه الغرفة كان العالم الجليل الدكتور مجدى يعقوب، وبجواره دكتور مصطفى السيد رائد علاج السرطان بتقنية النانو تكنولوجى، وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، والمفكر الكبير مصطفى الفقى، مدير مكتبة الاسكندرية، ووزيرة البحث العلمى السابق د. فينيس كامل جودة ود. أحمد حمزة رئيس جامعة المنصورة السابق ود. مجدى اسحاق نائب رئيس مجلس الأمناء فى مؤسسة مجدى يعقوب، ود. يحيى بهى الدين، وسيد مشعل، وكان مفروضا حضور د. فاروق الباز لكنه اعتذر فى اللحظات الأخيرة.
وبجانب هؤلاء كانت هناك نخبة من رجال العلم الأوروبيين وكذلك الشخصيات العامة، فى مقدمتهم السفير ميجيل انخيل موراتينوس وزير الخارجية الإسبانى الأسبق ومبعوث السلام الأوروبى الشهير لمنطقة الشرق الأوسط.
هذه الكوكبة اجتمعت فى غرفة واحدة فى أحد فنادق العاصمة البريطانية لندن لحضور اجتماع مجلس أمناء الجامعة البريطانية فى مصر « BUE »، برئاسة محمد فريد خميس مؤسس الجامعة، ومعه الدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة.
ما قيل من كلمات ومناقشات يصلح منهاج عمل ليس للجامعة البريطانية فقط، ولكن للعديد من الجامعات فى مصر سواء كانت خاصة أم عامة، خصوصا فى الإجابة على السؤال الصعب، وهو كيفية تطوير التعليم.
محمد فريد خميس قال إن الجامعة تسير فى الاتجاه الصحيح، وسوف تستمر فى التركيز على البحث العلمى، ونتعاون مع كل الجامعات البريطانية، وجامعات أخرى، حتى يتم التغلب على كل التحديات التى تواجهها.
فريد خميس تساءل أيضا عن التصنيف للجامعات، وما هو العنصر الأساسى الحاكم لها، مشيرا إلى أن الجامعة البريطانية فى مصر هى الأفضل من زاوية البحث العلمى، وهو الأمر الذى ركز عليه أيضا الدكتور مصطفى السيد. إحدى المتحدثات من الأكاديمية البريطانية سألت عن نسب الطالبات الملتحقات بالجامعة مقابل الطلاب، فرد عليها د. أحمد حمد بأن النسبة متساوية، لكن نسبة أعضاء هيئة التدريس من السيدات تبلغ ٦٥٪ مقابل ٣٥٪‏ للرجال.
عمرو موسى آثار نقاشا مهما حينما تحدث عن كيفية جذب العديد من الطلاب من الخارج للدراسة فى مصر، سواء كانوا من إفريقيا أو البلدان العربية أو منطقة البحر المتوسط، وكانت الإجابة ان هناك طلابا من السودان ونيجيريا وإثيوبيا وأوغندا، وأن هناك توجها عاما فى الجامعة لتخصيص المزيد من المنح للطلاب الافارقة.
الدكتور مصطفى الفقى دخل على خط النقاش وقال إنه لا تعارض بين أن نستقبل طلابا من إفريقيا أو البلدان العربية. الفقى ــ الذى كان أول رئيس لهذه الجامعة قال إننا نعانى من مشكلة مهمة، وهى أن سمعة التعليم المصرى لم تعد كما كانت. ونلحظ تفكيرا واسعا من العديد من الطلاب المصريين، للدراسة فى الجامعات الأجنبية سواء كانت بالداخل أو الخارج.
فريد خميس ناشد الإعلام المصرى أن يشجع كل الجامعات على النهوض والارتقاء بالتعليم حتى يتم رفع مستواه، وأن يكشفوا للحكومة أولا بأول وضع وحقيقة ومستوى كل الجامعات فى العالم، حتى يمكننا أن نستقطب أفضل الجامعات، وأن الفيصل هو من الذى يمكنه أن يساعد مصر على تطوير تعليمها وبحثها العلمى.
ما قيل فى الاجتماع كان كلاما مهما جدا، ومن شخصيات مرموقة، ولها خبرة طويلة سواء فى التعليم والاستثمار أو السياسة أو فى مجالات اخرى متعددة.
لكن السؤال الأزلى هو: كيف يمكن أن تترجم هذا الكلام الجميل إلى واقع على الأرض؟، هذا هو التحدى الذى ينبغى أن يشغل كل أجهزة الحكومة وأصحاب ورؤساء ومسئولى الجامعات الخاصة والعامة فى مصر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved