صفقة حسين الشحات..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 7 يناير 2019 - 10:40 م بتوقيت القاهرة

** تابعت حسين الشحات لاعبا مع المقاصة، ومع العين الإماراتى. وتابعته فى مستوى منافسات عالٍ، مثل كأس العالم للأندية. وقد كان أحد أعمدة المقاصة تحت قيادة إيهاب جلال. ومن أهم لاعبى العين خاصة بعد رحيل عمورى إلى الهلال السعودى.. وهو لاعب موهوب وسريع ومميز، يجرى كثيرا ويتحرك كثيرا، ويلعب بجوار الخط موحيا بأن الخط يحدد مسار حركته التكتيكية، لكنه لا يلتزم بهذا المسار. فهو ينضم للداخل، ويتحرك أمام صندوق المنافس ويقتحم منطقة الجزاء. وهو هداف وصانع أهداف.
** ويتميز حسين الشحات بهذا المزيج المهم جدا الآن فى كرة القدم وفى مهاراتها، مزج بين السرعة وخفة الحركة والمهارة الفردية، والتحركات السليمة. وهو كان لاعبا حرا منحه مدربه الأسبق إيهاب جلال حرية حركة، فى المقاصة. حين بدأ فى مركز الظهير الأيمن، ثم حين انتقل إلى مركز الجناح الأيمن، ثم أصبح لاعبا حرا، يتحرك فى ثلث الملعب الأخير الهجومى عرضيا وطوليا كيفما شاء، وهو يبدو مستمتعا بتلك الحرية، مثل عصفور يغرد من غصن إلى غصن.
** مع المنتخب الوطنى لم يختبر الشحات، عندما استدعاه كوبر، وهو لم يختبر على الرغم من أن ما يملكه ظهر واضحا فى المقاصة ثم فى العين. فمهارات لاعب ترتبط بفلسفة مدرب وبالفريق الذى يقوده هذا المدرب. فإيهاب جلال صاحب فكر هجومى يؤمن بالاستحواذ، والمبادرة، والعين الإماراتى يلعب مهاجما لأنه فريق عينه على البطولات ويريدها. لكن حسين الشحات لم يكن له نفس الدور مع منتخب مصر ووفقا لطريقته الصارمة، التى تقيد حركة اللاعبين وانطلاقاتهم فى المساحات. فأداء حسين الشحات نصفه مهارة، ونصفه تلقائية. وكوبر كان يقبل بالنصف الأول، وكان يرفض النصف الثانى. فهو يرسم خطوط حركة للاعبيه وعليهم الالتزام بها..!
** بمنطق اللعب على البطولات، وطبيعة أداء الأهلى، سوف يجد الشحات دوره وشخصيته مع الفريق. لكن المهم أن يرى لاسارتى ذلك. ولعل مركز الشحات يكون فى إطار المنطقة التى أجاد فيها كثيرا. بجوار خط الملعب فى الجبهة اليمنى، مع حرية التحرك حسب مسار الكرة، ليغير هو مساره. على أن يظل وليد سليمان فى موقعه تحت رأس الحربة وأمام الصندوق المنافس. لكن الأهم من ذلك هو متى يلعب الشحات؟ متى يدفع به الأهلى؟
هذا لاعب موهوب ومهم. ولا يمكن الادعاء بنغمة التجانس، فهو أمر لم يعد محسوبا فى كرة القدم وفى زمن الاحتراف. فكيف يتعاقد نادٍ مع لاعب بعشرات الملايين ثم يحتفظ به على دكة الاحتياطى التى تسمى ثلاجة؟
** قيمة التعاقد مع حسين الشحات كبيرة تفوق أسعار سوق اللاعبين فى مصر.. لكنه تنازل عن الكثير من حقوقه، ويحسب له ذلك قطعا، وفى جميع الأحوال على إدارة التسويق فى الأهلى العمل بجد وهمه، للفوز بأكبر عائد ممكن من نجوم الفريق. وهو أمر يسرى على الأندية كلها التى تنفق الملايين فى عقود مع لاعبين دون عائد مادى ملموس.. الرياضة وكرة القدم ليست نشاطا خيريا ولكنها صناعة، فيها أرباح وخسائر..!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved