لقاء نتنياهو مع بومبيو.. إشارة تحذير لعملية فى لبنان

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الأربعاء 5 ديسمبر 2018 - 10:20 م بتوقيت القاهرة

الاجتماع الذى جرى يوم الاثنين الماضى بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو فى بروكسل، والذى جرى تقريب موعده، يُذكر باجتماع رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت مع مسئولى الإدارة الأمريكية فى واشنطن قبل قصف المفاعل فى سوريا (سبتمبر2007). والتقدير السائد أنه سيتحدث مع وزير الخارجية الأمريكية عن الإنشاء السريع لمصانع صواريخ دقيقة فى لبنان. وذلك تحضيرا لعملية إسرائيلية محتملة لإحباط مسعى إيران وحزب الله.
على ما يبدو سيعرض نتنياهو على الأمريكيين الوقائع للحصول على دعمهم إذا تحركت إسرائيل – وإذا، كنتيجة لهذه العملية، قُدمت مثلا شكوى إلى مجلس الأمن. يمكن الافتراض أن بومبيو، الذى هو من الصقور فى الشأن الإيرانى، سيتعهد بطرح الموضوع أمام الرئيس دونالد ترامب ومستشاره القومى جون بولتون مرفقا بتوصية تؤيد مساعدة إسرائيل فى الساحة الدولية ــ ربما حتى قبل القيام بعمليتنا من خلال توجيه «تحذير أخير» لإيران بأن إسرائيل ستنتقل إلى «عملية حركية». من المحتمل أن مجرد الحديث عن الزيارة (التى كان من الممكن أن تجرى سرا) يشكل جزءا من منظومة تلميحات إسرائيلية إلى لبنان وإيران ــ كى لا تكون هناك حاجة إلى عملية «حركية».
مع ذلك، يثير التوقيت مشكلة من وجهة نظر جماهيرية ــ إسرائيلية، إذا أمر نتنياهو بالقيام بعملية فى لبنان أو فى سوريا أو فى الاثنين معا بعد نشر نتائج تحقيقات الشرطة فى ملفات الفساد الخاصة به، فإنه سيتهم بأنه فعل ذلك لتحويل اهتمام الرأى العام فى إسرائيل عن وضعه القانونى، ولتأجيل قرار المستشار القانونى للحكومة المتعلق بتقديم عريضة اتهام. وسيُتهم بأنه ضحى بمقاتلين إسرائيليين من أجل بقائه السياسى.
فى الوقت الذى تحوم التحقيقات حوله، سيكون من الصعب على نتنياهو اتخاذ قرار فى أى اتجاه لمعرفته بأنه إذا امتنع عن العمل، أو أمر الجيش بالتحرك ــ سيتهمه منتقدوه بأنه فعل ذلك وضحى بحياة مقاتلين إسرائيليين لاعتبارات تتعلق ببقائه السياسى. من أجل الحئول دون هذه الانتقادات سيضطر نتنياهو إلى الحصول على موافقة قاطعة من المجلس الوزارى المصغر على كل ما سيفعله كرئيس للحكومة وكوزير للدفاع.
ذكر مكتب رئيس الحكومة، أن فى هذا الاجتماع سيبحث رئيس الحكومة ووزير الخارجية الأمريكى التطورات الإقليمية. ويرافق نتنياهو رئيس الموساد، ورئيس هيئة مجلس الأمن القومى، والسكرتير العسكرى. لقد كان مقررا فى البداية أن يعقد الاجتماع يوم الأربعاء، ولكن بسبب جنازة رئيس الولايات المتحدة الـ41 جورج بوش الأب، تقرر تقديم موعدها.
يوم الجمعة الماضى اتهم السوريون إسرائيل بالقيام بهجوم فى جنوب سوريا. وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية استهدف الهجوم الإسرائيلى منطقة الكسوة جنوب سوريا، التى تبعد 50 كيلومترا فقط عن حدود الجولان. وادعت محطة «الحدث» التليفزيونية أن المواقع المستهدفة تابعة لميليشيات إيرانية. وفى وقت لاحق ادعوا فى وكالة الأنباء السورية أن «أنظمة دفاعاتنا عملت ضد الاعتداء وأفشلته. وعلى الرغم من كثرة الأدوات المهاجمة لم تنجح فى تحقيق ولو هدف واحد، لأن جميع الأهداف المعادية أُسقطت».
هذا الهجوم ــ وهو الأول الذى يعترف به السوريون منذ إسقاط الطائرة الروسية من قبل جيش الأسد خلال الهجوم الإسرائيلى الذى جرى فى / سبتمبر الماضى ــ حدث بعد ساعات قليلة من هبوط طائرة بوينج 747 تابعة لشركة طيران إيرانية بصورة استثنائية فى مطار بيروت، بعد رحلة مباشرة من عاصمة إيران. وبحسب الشكوك تعمل هذه الطائرة على نقل شحنات السلاح من طهران إلى سوريا.
أساس التخوف الإسرائيلى هو مصانع الصواريخ الدقيقة لحزب الله فى لبنان. للولايات المتحدة نفوذ لا بأس به فى لبنان، وهى تزوّد الجيش اللبنانى بالسلاح. بالإضافة إلى ذلك، يتوسط الأمريكيون بين إسرائيل ولبنان فى الخلاف على التنقيب عن النفط فى مياه البحر.

رون بن يشاى

معلق عسكرى
يديعوت أحرونوت
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved