صراخ فى حدائق الأهرام
طلعت إسماعيل
آخر تحديث:
الإثنين 2 نوفمبر 2020 - 9:35 م
بتوقيت القاهرة
قبل أقل من شهرين لم يكن القادم من ميدان الرماية باتجاه محافظة الفيوم وطريق الصعيد الغربى، يمكنه أن يتخيل ما تراه عينه اليوم بعد عمليات التطوير والتوسعة التى جرت بين عشية وضحاها لطريق كان يضيق على رواده من أصحاب السيارات والمركبات التى تسلكه على مدار الساعة.
الطريق الجديد، المتاخم لأهرامات الجيزة، أصبح خمس حارات، فى كل اتجاه، رصفت كل واحدة منها وفقا لأفضل المعايير، فضلا عن حارتين تستخدم كطريق منفصلة تخدم منطقة حدائق الأهرام بأبوابها المتعددة، فى انجاز يستحق تحية الجهة القائمة على تنفيذه فى وقت قصير رغم تحديات وباء كورونا.
هذا التطوير الجذرى للمنطقة الموازية لأهرامات الجيزة، وغير البعيد عن المتحف المصرى الكبير، انتظره سكان حدائق الأهرام بلهفة على مدى سنوات، عل جزءا منه يتسلل إلى شوارعهم الداخلية المهشمة، وأن تحظى ثروتهم العقارية، التى تقدر بأكثر من 100 مليار جنيه، باهتمام يوقف زحف العشوائية إلى مدينتهم، وإيجاد حلول مرورية تمنع وقوع الحوادث على الطريق الجديد عقب سقوط عدد من الضحايا فى الأيام الأخيرة.
هموم سكان حدائق الأهرام الذين يتجاوز عددهم نصف المليون مواطن، كانت مادة ثرية لنقاش جرى على هامش احتفال أقيم بمناسبة تعيين الزميل عماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق عضوا بمجلس الشيوخ، داخل نادى حدائق الأهرام فى ضيافة رئيس مجلس إدارته المهندس محمد إبراهيم نافع، وحضره نخبة من الشخصيات المرموقة والإعلاميين بينهم الناقد الرياضى الزميل إبراهيم منيسى رئيس تحرير جريدة «الأهلى»، أحد سكان حدائق الأهرام المهمومين بحل مشاكلها.
بعد جولة تفقدية لمنشآت النادى الرياضة والاجتماعية التى تعكس مدى الاعتناء بتفاصيلها، دار حوار ساخن بين الحضور، وغالبيتهم من أبناء حدائق الأهرام، كان محوره كم المعاناة التى يكابدها قاطنو المنطقة خاصة مع الشوارع المتهالكة التى لم يعرف الرصف طريقه إليها لنحو عشرين عاما، فضلا عن الهجوم الضارى لمئات مركبات التوك توك التى يقود بعضها الصبية وتستخدم فى ارتكاب جرائم السرقة والتحرش وخطف حقائب السيدات ليل نهار.
أجمع الحضور على أن الأمن فى المنطقة المترامية الأطراف يجب أن يحظى بأولوية من الجهات المسئولة عن محافظة الجيزة، وأن يتحول قسم شرطة حدائق الأهرام إلى واقع ملموس بعد الانتهاء من مبناه، وبما يقلل من حوادث سرقة العقارات والسيارات، وهنا اقترح المهندس محمد إبراهيم نافع تبنى السكان فكرة تركيب كاميرات مراقبة فى كل عقار بما يساعد الأجهزة الأمنية على ضبط المجرمين وتعقب تحركاتهم عند وقوع الجرائم.
مخالفات البناء التى شكلت ظاهرة فى الحدائق، وتخضع الآن لقانون التصالح، طالب البعض بألا يسمح بتكرارها على الأرض الفضاء التى لم يتم بناؤها، وأن يجرى مراقبة العقارات المقامة بالفعل، لأن بعض المقاولين يقومون حتى اليوم ــ للأسف ــ بإضافة أدوار مخالفة خلسة كلما سنحت لهم الفرصة.
البعض استفاض فى الحديث عن مشكلة القمامة المتراكمة، فيما طالب البعض الآخر حى الهرم برصف الطريق الواصلة بين موقف الأتوبيس والميكروباص التى تقع خارج أسوار الحدائق من جهة بوابة شارع الثروة المعدنية، التى تتحول إلى عنق زجاجة خاصة فى فترات الصباح الباكر وأول الليل، فى ظل غياب أى تنظيم لحركة المرور.
النقاش تطرق إلى جدل قديم يشبه سؤال: أيهما الأسبق البيضة أم الفرخة؟، فى إشارة إلى أزمة تبعية المكان الحائر بين حى الهرم، وجمعية تعمير صحراء حدائق الأهرام، فكل جهة تلقى مسئولية المشكلات العديدة على الأخرى، فيما تبقى استغاثات السكان صرخات فى البرية تبحث عن آذان صاغية.